في ظل زيادة الطلب العالمي على زيوت نباتية عالية الجودة وصحية، تواجه شركات تصدير الحبوب والزيوت تحدياً محورياً في اختيار أسلوب المعالجة المثالي الذي يوازن بين جودة الزيت، سلامته الصحية، وكفاءته الإنتاجية. الأمر الأكثر إثارة للجدل هو التنافس بين طريقتين رئيسيتين: الضغط الفيزيائي مقابل الاستخلاص الكيميائي.
سوق الزيت النباتي العالمي يشهد نمواً مستمراً، وتُقدر قيمته بأكثر من 120 مليار دولار سنوياً. ومع هذا النمو، تواجه الصناعة ضغوطاً متزايدة لتقديم منتجات آمنة ومغذية مع الالتزام بمعايير الاستدامة والبيئة. ومع ازدياد وعي المستهلكين حول جودة الزيت، ارتفع الطلب على تقنيات معالجة طبيعية أو أقل تدخلًا، مما يسلط الضوء على أهمية الضغط الفيزيائي كخيار أفضل مقارنة بالطرق الكيميائية التقليدية.
تعتمد تقنية الضغط الفيزيائي على استخراج الزيت من بذور الحبوب، مثل بذور الذرة، عبر تطبيق قوة ميكانيكية باردة أو معتدلة الحرارة دون استخدام مذيبات كيميائية. تُعتبر طريقة العصر هذه أقدم وأقرب للطبيعة، وتحافظ على معظم العناصر الغذائية المهمة مثل الفيتامينات والأحماض الدهنية الأساسية، التي قد تتأثر أو تُفقد في الاستخلاص الكيميائي.
كما أن تطورات مكونات الضغط الفيزيائي، وعلى رأسها أنظمة التحكم الذكية بدرجة الحرارة، ساهمت بشكل كبير في تحسين إنتاجية الأجهزة، مع ضمان ثبات جودة الزيت. إذ يمكن ضبط المعاملات الحرارية بمرونة لضمان عدم تجاوز درجة حرارة معينة تحافظ على نكهة الزيت ومحتواه الغذائي.
يُظهر تحليل مقارنة استند إلى بيانات ميدانية وصناعية (مصادر من دراسات الأعمال الزراعية الدولية 2023) فروقاً جوهرية:
تُظهر دراسات لحالات عملاء في دول الشرق الأوسط وآسيا أن التحكم الدقيق في درجات الحرارة أثناء العصر يلعب دوراً محورياً في منع ترسيب المركبات الضارة وضمان ثبات القوام واللون. وتشير بيانات صادرة عن إحدى شركات التصدير الكبرى إلى أن التزامها بضبط المعلمات التشغيلية للضغط الفيزيائي أدى إلى تقليل نسبة عبور الأحماض الحرة إلى أقل من 0.15٪، وهي قيمة تعكس جودة زيت عالية مناسبة للأسواق الأوروبية والولايات المتحدة التي تتطلب معايير صارمة.
علاوة على ذلك، فإن صيانة معدات العصر في الوقت المناسب تضمن وقت تشغيل أطول وتقليل تكاليف الأعطال، مما يرفع من الكفاءة الإنتاجية ويقلل الاستهلاك الطاقي، مستجيباً لمتطلبات سوق الطاقة الخضراء.
بجانب القيمة الغذائية والتفوق الصحي، تضيف تقنيات العصر الحديثة عوامل تنافسية رئيسية لشركات التصدير: